السبت، 5 مارس 2016

قمراً

أخطأت عندما عشقتُ لي قمراً..
يظهرُ بالسماء متى أراد..
كاملاً مرة..
ناقصاً مرة..
مختفياً مرات..
ليعذبني و يشوقني لرؤياه..
يغيب بنية تعذيبي..
يختبئ خلف غيومه لإغاظتي..
غايته رؤية دموعي تسيل من عيناي..
ليحضنني و يمسحها مبتسماً..
متظاهراً بعدم ادراكه سبب نزولها..
.
.
أخطأت عندما عشقتُ لي قمراً..
كنتُ أجهل حينها أنه ليس ملكي..
لا يملكه أحد..
و هو ملك الجميع..
يحبه الكل و لا يحب أياً منهم..
تسهر العذارى لمشاهدة عيناه..
و تتنافس الجميلات للوصول إليه..
.
.
أخطأت عندما عشقت لي قمراً..
بعيد كل البعد عن يداي..
يصعب الوصول إليه بل يستحيل..
يفضل أن يعيش وحيداً..
يبتعد عني كلما اقتربت منه..
يختفي خلف النهار كلما أدركته..
لأعود أدراجي محبطة..
.
.
أخطأت عندما عشقت لي قمراً..
يهوى الظلام..
يعيش خلف الظلال..
يطلع على جميع أسراري..
و لا أعرف عنه سوى اسمه..
يريني بياضه و نوره..
و يخفي عني تلك الحنايا السود..
يتوارى وراء الليل إذا لمحت خيباته..
لا يدري بأني أعشقه..
و أعشق قبله خيباته..
.
.
أخطأت عندما عشقت لي قمراً
لا يعشق سوى نفسه..