الأحد، 3 ديسمبر 2017

العوض الجميل

لمشاعرنا المستهلكة..
دموعنا المكتومة..
ابتساماتنا المبتذلة..
ارواحنا المهدرة..
أيامنا الرمادية..
و وقتنا الضائع..
اللهم العوض الجميل..
.
.
بقدر التعب..
الحزن الدفين..
الفرح الزائف..
الأحلام الوردية..
الأحاديث المصطنعة..
و الصبر غير المنقطع..
اللهم العوض الجميل..
.
.
لكل من جفا دون مبرر..
لكل من غادر دون رجعة..
لكل من أهمل دون سبب..
لكل من تلقى و أنكر..
لكل من اخذ و لم يعطي..
لكل من خذل الحب..
لكل من جرح دون قصد..
لكل من استرخص المشاعر..
لكل من استسهل الرحيل..
اللهم العوض الجميل..

السبت، 9 سبتمبر 2017

إسوارة

كُنت أملك إسوارة..
غالية جداً بمعناها و ليس بثمنها..
كنت أحرص على ارتدائها يومياً..
و تلميعها شهرياً..
إلى أن قَرَرَت إسوارتي دون سابق إنذار..
أن تنقطع..
و تقطع معها أمل إصلاحها..
رغم إنني حاولت كثيراً..
مراراً و تكراراً..
بكل السبل و الوسائل..
دون جدوى..
.
.
حزنٌ عابر..
و درسٌ عميق..
علمتني إسوارتي أن الوجع ليس بالضرورة أن يكون سببه عضوي..
و الفقدان لا يتحقق بالموت فقط..
و الدموع يمكن أن تنهمر في أي زمانٍ و مكان.. 

الأحد، 19 فبراير 2017

قائمة طلبات

قررت اليوم يا سيدي أن أرسل لك قائمة طلباتي..
لا تقلق!
إنها قائمة بسيطة بطلبات ظريفة..
بالنسبة لي هي كل شيئ..
و هي لك بالكاد تعني شيئ..
سأكون لبقة جداً..
و لن أطلب منك أن تفارق حياتي..
طلباتي كالاتي:-
سأتواضع و أطلب منك أن تفارق تلك الزاوية..
التي كنت تتسمر فيها..
و أبقى أنا أمامك أدرس حركاتك..
نظراتك..
ابتساماتك..
شعرك..
عيناك المخمليتان..
كوب قهوتك نصف الممتلئ..
سيجارتك شبه المنطفئة..
.
.
سأطلب منك أيضاً أن تغادر الأغاني..
كيف تمكنت من إقناع فيروز بضرورة تواجدك بجميع أغانيها؟
هل تواطئت مع الملحن؟
أم سكنت الكلمات؟
أرجوك.. أرجوك..
اعتزل الفن..
فأنا لا اطيق حياتي من دونه..
.
.
نتجه اللآن إلى أهم طلباتي..
اترك الغيم و شأنه!!
توقف عن ملاحقتي بغيومك الغبية..
و أمطارك الشقية..
التي أسمعها تسخر مني كلما هطلت و ذكرتني بك..
غيومك تختضني تارة..
و تبكيني ألف تارة..
فيا عزيزي, هلا تركت الغيم و شأنه؟
ليعود إلى طبيعته الحنونة..
صديقي القديم الذي افتقده..
.
.
و أخيراً يا سيدي..
الشيئ الوحيد الذي اطلب منك أن لا تغادره..
تبقى فيه ة تمتد..
كتاباتي..
لا تغادر كتاباتي..
التي لا تعرف رجولة كرجولتك..
ولا نظرات الا نظراتك..
ولا هيبة كهيبتك..
ابقى في قلمي..
ابقى في محبرتي..
ابقى في قلبي..

الخميس، 19 يناير 2017

موت و ميلاد

كيفَ تُمسَح الدموع؟
كيفَ تُبرى المشاعر؟
كيفَ تُنسى الذكريات؟
كيفَ يموتُ المرء و هو على قيد الحياة؟
.   .   .
أسئلة تدور في ذهن طفلةٍ عجوز..
ذرفت دموعها لتمسحها الرياح..
تركت مشاعرها شائعة لجمهور المتطفلين..
انسابت ذكرياتها حتى لبثت لا تفرق بين الماضِ و آلات..
تلك المسكينة..
ماتت في سن الزهور..
دفنت نفسها بين اوراقها..
.   .   .
سبب الوفاة:
جرعة زائدة من التفكير..
نزيف حاد في المحبرة..
أصابع ناقلة بين الفكر و الحبر..
.   .   .
المتسبب بالوفاة:
عيون عتماء..
قلب متحجر..
صديق..
.   .   .
حالة قلمها بعد الوفاة:
عاجزة عن الكتابة..
يقال بأن الكتابة وليدة الألم..
و هو كذلك..
و لكن لم يفسر أحد لتلك الطفلة بأن للألم مراحل..
فالشخص يكتب بشكلٍ جيد في حالة الألم السطحي..
و بشكلٍ جميل مع الالم المتوسط..
و بشكلٍ مجنون بل بمنتهى الجنون في حالة الالم العميق..
اما في حالة الموت..
فيكون القلم مرهق..
و الأوراق كئيبة..
لا يطيق أحدهما الآخر..
.   .   .
حالتها بعد الوفاة:
حيةٌ تُرزق..
بانتظار روحها التي قررت أخذ إجازة نقاهة..
غير محددة المدة..
تنتقل بين شواطئ الكتب..
و جبال الموسيقى..
حتى إشعارٍ آخر..