الخميس، 19 يناير 2017

موت و ميلاد

كيفَ تُمسَح الدموع؟
كيفَ تُبرى المشاعر؟
كيفَ تُنسى الذكريات؟
كيفَ يموتُ المرء و هو على قيد الحياة؟
.   .   .
أسئلة تدور في ذهن طفلةٍ عجوز..
ذرفت دموعها لتمسحها الرياح..
تركت مشاعرها شائعة لجمهور المتطفلين..
انسابت ذكرياتها حتى لبثت لا تفرق بين الماضِ و آلات..
تلك المسكينة..
ماتت في سن الزهور..
دفنت نفسها بين اوراقها..
.   .   .
سبب الوفاة:
جرعة زائدة من التفكير..
نزيف حاد في المحبرة..
أصابع ناقلة بين الفكر و الحبر..
.   .   .
المتسبب بالوفاة:
عيون عتماء..
قلب متحجر..
صديق..
.   .   .
حالة قلمها بعد الوفاة:
عاجزة عن الكتابة..
يقال بأن الكتابة وليدة الألم..
و هو كذلك..
و لكن لم يفسر أحد لتلك الطفلة بأن للألم مراحل..
فالشخص يكتب بشكلٍ جيد في حالة الألم السطحي..
و بشكلٍ جميل مع الالم المتوسط..
و بشكلٍ مجنون بل بمنتهى الجنون في حالة الالم العميق..
اما في حالة الموت..
فيكون القلم مرهق..
و الأوراق كئيبة..
لا يطيق أحدهما الآخر..
.   .   .
حالتها بعد الوفاة:
حيةٌ تُرزق..
بانتظار روحها التي قررت أخذ إجازة نقاهة..
غير محددة المدة..
تنتقل بين شواطئ الكتب..
و جبال الموسيقى..
حتى إشعارٍ آخر..