الأحد، 12 أكتوبر 2014

عَودة

بيروت.. كانت وجهتي
نسيانك.. كان هدفي
حبك.. كان يحاصرني
صورتك.. لم تفارقني
صوتك.. بات في أُذني
مجروحةٌ.. عدت إلى بلدي
بحزنٍ.. لم يتحقق مطمعي

أَسَرتني نظراتك.. و اتعبتني ابتسامتك.. حضنتني كلماتك.. و احاطتني رعايتك الخفية.. اتعبني سفرك.. و ابكاني هجرانك.. بعثرني صمتك.. وجدت نفسي بعد زوبعة المشاعر استيقظ من غيبوبتي و انا ممتلئةٌ بك لحد الغثيان..

وجدت نفسي في حيرةٍ من أمري.. ماذا افعل بحبي و ألمي؟ يصعب عليَ نسيانك.. كما يستحيل عليَ حبك..

قررت أخيراً أن أسافر.. لعلي أجد في سفري مأوى يبعدني عنك و عن ذكراك.. فاتخذت بيروت وجهتي.. بلد الأرز.. بلد الجمال.. بلد الفن.. بلد الحب.. مقبرة مثالية لدفن حبي فيها..

اتجهت إلى المطار ناوية تركك و ترك كل مشاعري تجاهك في عاصمتك.. أن أبعثرها و أنا على متن الطائرة و أنثرها بين الغيوم.

سعيدة كنت بقراري.. أخيراً سأُخلص نفسي منك.. و لكن أتدري ماذا حدث في رحلتي؟ خانني قلمي! وجدت نفسي ارتب سطوري.. ممسكة بحبري لأكتب اسمك في أول صفحاتي.. اسمٌ من أربع حروف, يحفر في قلبي اربع مسارات.. مسارٌ للحب.. مسارٌ للشوق.. مسارٌ للعذاب.. مسارٌ للبكاء..

لم تكن رحلتي إلا بداية فشل خطة النسيان.. وصلت لبيروت.. بيروت السهر.. بيروت السمر.. بيروت الأدب و الجمال.. و بعد أن خرجت من مطار رفيق الحريري الدولي أجول شوارع لبنان.. فصٌعقت.. أين لبنان؟ لم أجده.. لم أجد تلك البلدة التي اعتدت ارتيادها.. وجدت بلد حزين.. مثلي تماماً فقدت بيروت شخصاً احبته.. أو بالأحرى سُلب هذا الحب قهراً من وسط قلبها.. وجدت بيروت تتغطى بوشاحٍ أسود حريري.. محاولة إخفاء دموعها عن الغرباء.. باتت موحشة مكسورة الجناح.

ما الذي حدث؟ أين ذهب كل ذلك الجمال؟ ربما لا زال الجمال موجوداً و لكن عيناي باتت لا ترى جمالاً بعدك.. لا أدري يا سيدي ما الذي حدث.. حزن بيروت انعكس على فؤادي أَم إن حزني هو الذي منعني من فرحة بيروت.. ام منعتني أنت.. لماذا لم تتركني و شأني؟ لِمَ لاحَقتَني؟ لماذا رأيتك في جميع أركان بلد الأرز؟ من جونيا إلى عالية لم أرى إلا طيوفك..

للأسف يا عزيزي رحيلي لم يزدني إلا قرباً و حنيناً إليك.. فالرحيل عنك صعب.. صعبٌ جداً يفوق طاقتي.. فرجوتك يا سيدي ارحل أنتَ عني.. ارحل دون مقدمات.. ارحل ولا تزُر بيروت.. لعلي أجد في رحيلك ذاتي التي تعلقت بوصالك..

هذه يا حبيبي مطالبي.. رجوتك أن تحقق لي ايها طالما عجزت أنا عن تحقيقها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق