السبت، 18 أكتوبر 2014

لقاء

التَقيكَ في كلِ مرةٍ و كأني ألتقيكَ لأولِ مرة.. لا أستطيع استيعاب جميعك في لقاءٍ واحد.. أو لقاءين.. أو مئةِ لقاء..

فبحضورك يا سيدي تعمى جميع حواسي و لا يبقى في كلِ مرةٍ إلا حاسة واحدة.. تحاول جاهدة استيعاب ما يمكن استيعابه.. فتستيقظ مرة عيناي و كأنها وُجدت فقط لتراك.. تتأملك عيناي كأنك لوحةٌ فنية لم ترَ مثلها من قبل.. تحاول فك رموزك.. تحاول احتوائك.. تحاول ضمك اليها.. أو بالأحرى يا سيدي تقومُ عيناي بأخذ صورٌ فوتوغرافية لجميع ملامحك.. فتحفظ لون عينيك و شكل وجهك.. تحفظ لون معطفك و عدد الشَيبات في رأسك.. لتقوم لاحقاً بمراجعة هذه التفاصيل سراً.. فأختلي أنا بعيناي لعلها تُسلمني البوم صورك لأحفظه في ركنٍ من أركانِ ذاكرتي و أخرجه متى اشتقتك..

و في لقاءٍ آخر.. أكاد لا أرى حتى المكان من حولي.. لتبات جميع جوارحي في سباتٍ مؤقت و يبقى مسمعي يقظاً متلهفاً.. يمنعني من نطق أي كلمة.. فكيف لحروفي أن تُنطق في حضرة كلماتك؟ التي رغم بساطتها لم تعشق أُذناي سواها.. فعَشَقَت أُذني صوتك دون أن تعرفك.. تَمَنَت أن تُخرس كل أصوات الكون لتعزف بصوتك على قيثارة الحب ايقاعها المفضل.. تَمَنَت لو امتد حديثك لساعاتٍ و أيامٍ و سنين.. فكم هي رومانسية أُذناي؟

و هكذا يا عزيزي في حضرتك تخونني حواسي.. فتتسابق طمعاً في مشاركتي حبك.. و الأهم من كل هذا يا سيدي انه في اخر لقاء قرر قلبي أن يتركني و يتجه نحوك.. منتهزاً فرصة انشغالي بعينيك و الذي لا أعتقد انه سيعود إليَ ابداً..
فإن انبهت لوجوده بين أشيائك.. أُهنئك.. فقد أصبح ملكك.. و رجوتك يا مالك قلبي أن تحتويه و تحافظ عليه.. فأنا لم أملك سواه قلب.. وليس لي غيرك حب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق