السبت، 7 فبراير 2015

مقهاك

تقصد مقهى يبتعد عن بيتها آلاف الاميال..
لترى رواده الذين لا تستلطفهم..
تشتري قهوة لا تشربها..
تجلس على كرسي لا يريحها..
تستمع الى موسيقى لا تفضل الاستماع اليها..
تجامل الناس في أشد أوقات ضيقها..
تتصنع الابتسامة كي لا ترى أنتَ دموعها..
تفعل كل هذا على حساب سعادتها..
لتكون قريبة منك..
ليتسنى لها رؤية تلك الهيبة التي لا تراها في سواك..

و لكنها لا تراك..
أنتَ قريب.. أنتَ حولها..
بمجرد أن تلتفت ستلاقي عيناك..
و لكنها لا تراك..
بل تطئطئ رأسها خجلاً.. أو خوفاً..
من أن تهيم في عيناك..
و أن تُعمى عيناها كما عُميَ قلبها من قبل.

فتَكتَفي بالخروج من المقهى و التحديق بالسحاب كأنها تراك فيه.. و تتجه إلى أقرب شاطئ لتكتب دموعها أسطر.. أسطر حبك التي لا تنتهي.. فتسهب بالكتابة كأنها تكتب للمرة الاولى..

فتبتدئ كتاباتها دائماً بكلمة أكرهك و تنتهي دوماً بكلمة أحبك.. أو هكذا ترى هي كتاباتها.. فهي تكرهك لأنك لا تدرك مدى حبها أو ربما تعلم و لكنك تتجاهل.. و هي تحبك لأنها تحب نفسها عندما تحبك.. و تحب عيناك.. و تحب صوتك.. و تحب طريقة كلامك.. تحب كل تفاصيلك.. و تحب الحب عندما تكون أنت المحبوب..

فلماذا تقابلها أنت بكل هذا الكبرياء؟ لمذا تعاملها باللامبالاة؟ لماذا تمنح محبرتها الحزن و الشوق؟ و هي تعلم جيداً أن لك قلب رقيق.. و عشق جميل.. فامنحها ولو لوهلة بعض هذا العشق.. و اهديها قلبك الذي ستخبئه بين كتبها و لن تفرط فيه ما عاشت..

و إن منعك كبريائك من الحب.. رد لها قلبها و لا تعذبها.. اعطها سر النسيان و احمل كل ممتلكاتك من فكرها.. فلك أن تطلب استرداد كل الاغاني التي زرعتها في ذاكرتها.. و امسح كل الكتب التي قرأَتها تحت مسمى حبك.. و اجعلها تنسى ابتسامتك الدافئة.. و الاهم من هذا و ذاك.. حَرِم عليها دخول المقهى الذي ما عاد مقهاها و بات مقهاك..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق