الثلاثاء، 1 مايو 2018

فراغ

قيل لي ذات مرة..
أن الكاتب في حاجة دائمة للجرح..
فهو يستمد قوته من جرحه..
بل يملأ محبرته بحبر جروحه..
و يكون غالباً جمال النص بعمق الجرح..
. . .
اما الحكايات السعيدة لا تروي سوى نصوص فقيرة..
المفردات السعيدة لا تترك اي انطباع عند متذوقها..
يُمَل منها بسهولة..
و تبقى مركونة على أرفف الزمن..
. . .
و لكن..
ماذا لو كان الجرح أكبر من ان يُكتب؟
و اختلطت الدموع بالحبر..
ففاضت المحبرة حتى فضت..
و غلبت الشفافية على السواد..
و لم يبقى في جعبة الكاتب كلمات..
و رحلت الذاكرة مع من رحل..
. . .
ما الذي سيُكتب بروح فارغة؟
سيُكتب يا عزيزي الذي سيرسمه الفنان بلا ألوان..
سيُكتب الذي سيعزفه الموسيقي بلا آلات..
سيكتب الفراغ..
سيملئ صفحاته بياضاُ ببياض..
. . .
بدايةُ و انتهاء..
اهديك يا حبيبي صفحةُ بيضاء..
تشبه حبي لك..
و تشبه حزنك بي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق