السبت، 22 نوفمبر 2014

سر

اقترب قليلاً.. امنحني بضع دقائق.. سأهمس في أُذنك عددٌ من الكلمات.. سأخبرك عن سر لا يعلمه أحد.. و لن يعلمه سواك..

سري الصغير هو إني أراك عشرات المرات يومياً على مدار سنةٍ كاملة و لكنني لا زلت حتى يومنا هذا أجهل لون عيناك.. لا أدري إن كانتا تحملان سواد الليل أم شقار البُن.. لكنهما بلا شك تحملان لوني المفضل.. و إن كنتَ تتساءل عن السبب.. فليس خجلي و لا عدم اكتراثي ما دفعني لإبعاد ناظريَ كُلما التقيا بناظريك.. بل خوفي من أن أقع في غرام نافذتين تطلان مباشرة على قلبك هو ما منعني من التدقيق في الالوان.. فأحاول كلما رأيتك أن أتحاشى النظر تجاه تلك العينين.. و إن اتخذَ قلبي المسار هذا.. يمحوه عقلي بمجرد رحيلك.. فيكفيني عذاب حبك.. لا حولَ لي على مواجهة عذاب عيناك..

لا تتظاهر يا سيدي بأنك لستَ على دراية بالعذاب الذي خلفته في فؤادي خلال رحلة حبك.. فعذبتني عندما اهديتني كبريائك مغلف بالحرير و معطر بالمسك.. اهديتني الهجر.. اهديتني البُعد.. و نسيت أن تهديني حُبك.. مع هذا كله تحملت.. و صبرت.. و تظاهرت بالسعادة.. فقط لان الكبرياء كان كبرياؤك.. و الهجر هجرانك.. و البُعد بُعدك.. فلكل شيء منك مذاقٌ خاص.. مذاقُ شهي لا يُقاوم.. احتسيه بغصة.. كمن يشرب القهوة للمرةِ الاولى.. لا يحس حين يرتشفها الا بمرارةٍ قاسية و لكنه يدرك ان ما سيأتي بعد المرارة شيءٌ جميل.. هكذا اتجرعك انا.. على مهلٍ و بألم.. أملي حبٌ قريب.. أو بعيد.. لا يهم.. ما يهمني فقط أن يأتي ذلك الشعور الجميل الذي يلي مرارة البُن..

بهذا تكون انتهت أسراري.. فاحتفظ بها لنفسك.. أو انساها.. الخيار لك.. و لكن لا تشاطرها الغير.. فلعلي أكتشفُ في يومٍ ما لون عيناك..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق