الاثنين، 22 سبتمبر 2014

صمت..

كان لها مجموعة بسيطة من الصداقات الذكورية, و مجموعة أكبر من الزَمالات.. يحتلون جميعهم نفس المكانة في حياتها.. تعاملهم تماماً كما تعامل زميلاتها الاناث, فهي هكذا لم تفرق في يوم بين رجل و امرأة..
كانت ترى أن مصلحتها الشخصية يجب أن تتصدر كل أهدافها فكان لها عدد ضئيل من الصداقات المقربة.. اما باقي علاقاتها فكانت تعتبرها مجرد سلوك اجتماعي ذو نتيجة ايجابية..

الى أن تعرفت عليك.. غاصت في أعماقك.. تشَربت بك.. تقمصت شخصيتك.. استدركت خلال تلك اللحظات انكَ لستَ مجرد زميلٌ عابر.. او صديق من أصدقائها.. بدأ ينتابها شعورٍ جديد.. شعورٍ جميل.. يحمل أمطاراً و دفئ.. حنية و قسوة.. عتمة و ضوء.. لم تشعر بكل هذه العواطف تجتاحها من قبل.. ما هذا الشعور؟ تساءلت.. أيعقل.. أيعقل أنها تحب؟ هي التي حاصرت نفسها بين الكتب.. تشعر أخيراً بما ذُكر فيها من شوق و لهفة و اعجاب؟ بدأت أيامها تزين.. تُشرق بشمسٍ من نوعٍ آخر.. شمس وردية.. شمس حنونة.. كل تلك العواطف و هو لا يدري ما الذي يدور حوله.. تتغير لهجتها عند التحدث معه و يحمر وجهها و تتشابك أصابعها.. فتتلعثم المسكينة في حديثها.

و هو؟ ماذا عنه هو؟ كلما حدثته اشاح نظره في عدة اتجاهات.. يسترق النظرات و لكنه لا ينظر اليها, و كأن في ذلك متعة من نوعٍ خاص.. التلاعب بتلك النظرات الجريئة الخجولة.. و بعد أن لاحظ هو نظراته بدأ يتساءل.. ما هذا؟ أيعقل انه وقع في شباك الحب؟ شباك؟ يا لها من كلمة قاسية! كيف لكل هذا الجمال أن يكون شباك؟ ربما كانت خيوط من ذهب تحيط به و بها عندما يتبادلان الحديث..

و إلى اليوم باتت هي تحبه بصمت. تدعوه صديق.. و لكن في أعماقها تعرف أن لا حب يسكن فؤادها الا هو.. ولا تحلو الاحاديث الا معه هو..
و بات هو يشتاق اليها بصمت.. يدعوها زميلة و لكنه يعرف جيداً أن لا معنى للوقت بدونها, و تكون الدقائق كالسنين في غيابها.. فقرروا المتحابين بصمت ألا يجاهروا بحبهم حتى إشعار آخر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق