السبت، 24 يناير 2015

وعدت نفسي

وعدتُ نفسي بأن لا أبكيك.. ليس لأنني بكيتكَ مراتٍ عديدة دون جدوى.. و ليس لأنك لا تستحق البكاء.. و ليس لأن رأسك يستقر بين غيمتين يحجبان ناظريك عن رؤية دموعي.. بل لأن عيناي جفت من الدموع.. فباتت تستعير الماء من مهجتي لتذرفه على فراقك.. فعاش قلبي كنبتةٍ مسكينة تعيش على أرضٍ جافة تنتظر من يرويها.. و ترفض أن يرويها غيرك.. فتغزه بشوكها ليبتعد بعيداً عنها.. فحفاظاً على قلبي وعدت نفسي بأن لا أبكيك..

وعدتُ نفسي بأن لا أبكيك.. فرسمت الكحل الأسود داخل عيناي.. كي لا اتجرأ على البكاء فتجري خطوط سوداء على وجهي و أضطر لإصلاحها كل حين.. و كلما شرعت عيناي أبوابها للدموع كنت أنظر الى السماء.. فلا يرى أحد دموعي بل ينظرون إلى السماء.. فضولاً منهم لمعرفة ما كنت أتطلع إليه.. فحفاظاً على كحلي وعدت نفسي بأن لا أبكيك..

وعدتُ نفسي بأن لا أبكيك.. فزرعت الورد في كتبي.. كانت تلك محاولاتي في الابتعاد عن قلمي الذي لا يكتب سواك.. فاتجهت كل جمعة لبائع الورد.. و أضع ما اشتريته بأنينه كريستالية الى جوار كتبي و الهي نفسي بقراءتها.. لأنني إن لم أفعل لملأ اسمك صفحاتي و ما تخلصت منكَ أبداً.. حفاظاً على الورد وعدت نفسي بأن لا أبكيك..

وعدتُ نفسي بأن لا أبكيك.. فاتجهت إلى الشاطئ و جلستُ على كرسيٍ خشبي بين ثمانِ موجات و سبعة عشرَ نجمة و اربعة عشرَ دمعة.. نعم, أخيراً بكيتك.. ليس لأنني اعتدت البكاء عليك.. و لا لأنك تستحق البكاء.. و لا لأن الغيمتان المحيطتان برأسك قد انقشعتا و استطعتَ رؤية دموعي.. بل لأنني أحببتكَ.. و بشدة.. فمات قلبي من شدة العطش.. فوه ليس إلا شهيد حبك.. و أمطرت عيني قطرات سود.. و لم تكترث تلك العينان اللتان لم ترى إلا طيوفك بالسماء بمن رآها أو لم يراها.. لأنها لم تعد تبصر سواك.. و ذبلت أزهاري.. و قرأتكَ في كتبي.. فلم يكن أمامي بعد كل هذا إلا أن أحبك و أبكيك و أكتبك..ش 

السبت، 3 يناير 2015

2015

استيقظتُ في صباحِ آخر يوم من ٢٠١٤ فقررت أن أكتب لائحة بأمنياتي للسنة الجديدة.. أخذت اليوم بطوله.. أفكر بما يمكن إضافته لتلك اللائحة.. اقتَرَبَت الساعة من الثانية عشر مساءً مما يعني دخول العام الجديد.. و لا زالت لائحتي لا يملؤها سوى البياض..

اتجهت نحو البحر.. على حافة السماء.. راجية منهما المساعدة.. و بعد بضع دقائق هَمَسَت الغيوم في أُذُني بضع كلمات.. لأملأ بها فراغ صفحاتي.. فكتبت "قي ٢٠١٤ أحببتك كمن لم يعرف الحب من قبل.. جرحتني و أفرحتني.. أبكيتني و أضحكتني..
في ٢٠١٥ سأستمر بحبك.. في ٢٠١٥ لن أحب غيرك.. في ٢٠١٥ سأهديك قلبي بخطة قلم على صفحة ورق.. تفضل يا سيدي قلبي مغلف بغلاف العشق و لا شيء سوى العشق..
كل عام و أنت غيمتي"

و هكذا غدا حبك جميع أمنياتي.. أودعته في يد القدر.. و دفنته في أعماق قلبي.. لأشاطره معك يوماً ما.. عندما تصحو من غيبوبة النزوات.. و عندما تفيق من سُكر الخذلان.. و عندما تتخلى عن الهجران.. سنجتمع يوماً ما لأحبك من جديد..

أشرع لحبك بيبان الهوى.. و أعلن لك غيرتي من ذاكرتك.. غيرتي من ماضيك.. و رغبتي في ملئ حاضرك.. و الاستحواذ على مستقبلك.. لتستغني بي عن سواي.. فأنا سئمت فصول التظاهر باللامبالاة.. سئمت الحزن بالخفاء.. و الدموع التي ترسم على صفحاتي كلمات.. كم أود أن أجاهر بإسمك حبيباً لي.. فأملأ باسمك مسامع الناس..

كانت هذه يا حبيبي رزمة امنيات.. كتبتها و أهديتها للبحر.. لعله يرد لي ورقتي دون جواب.. أو لعله بدل أن يردها يهديني مقابلها غيمة لا أَمَلُ حبها..

و في السنة الجديدة.. كل عام و أنتَ غيمتي☁