السبت، 29 نوفمبر 2014

أبوابي

عند باب قلبكَ انتصب.. أتأمله ببطء.. و في ساعاتِ تأملي أغرق في بحرِ الأفكار.. أتساءل.. هل سأدخل هذا الباب يوماً؟ أتخيل نفسي أخطي أولى خطواتي في حجرة بيضاء جميلة.. يملأها الحنان.. ليست هي سوى قلبك.. خطوة تجر الثانية.. أتلمس ثناياها.. أعشق تفاصيلها.. أتخبأ داخلها كمن لم يرى مأوى من قبل.. أتلحف بأغطيتها كمن لم يذق طعم الدفء من قبل.. أغلق الباب خلفي لأحفظه من دخول غيري.. أحكم إغلاقه بمفتاح صنعته خصيصاً لبابك..

افرح قليلاً بمخيلتي ثم تتجه بي نحو دربٍ اخر.. تساؤلٍ اخر.. هل سيقف هو نفس تلك الوقفة ليس فقط امام باب قلبي بل امام باب بيتي؟ و ان تمت فعلاً.. كيف سيواجه ذويه؟ و كيف سأواجه أنا ذويي؟ سنستسلم لمخلفات التقاليد البائسة.. ام نواجه تطرفات المعتقدات الكاذبة.. او لعلنا نتخذ العشق سلاحاً.. و نسمح للحب أن يتخذ مجراه.. فالحب صانع المعجزات.. و أينما وجد الحب وجد الامل.. فليس لأحد أن يتذرع بأسباب وهمية ليخفي خيبته بالتخاذل عن حبه.. و ليس لأحد أن يتخذ النصيب عذراً للتخلي عن المحبوب..

هكذا قادتني أبوابي لبابي الأخير.. بابي الأجمل.. باب الدعاء.. باب الله.. فلا يرد القضاء الا الدعاء.. و لا يحل مشاكل البشر الا الله.. و العشق مسألة سامية.. يزيد سموها بالتوجه بها الى الرب.. فيا ربِ افتح لي بيبان قلبه و توج حبنا برضاك.. و اختمه لنا بالفلاح.. و ارزقنا الخير من عندك لا رازق سواك.. و الطف بحالنا يا ارحم الرحمين..
 

السبت، 22 نوفمبر 2014

سر

اقترب قليلاً.. امنحني بضع دقائق.. سأهمس في أُذنك عددٌ من الكلمات.. سأخبرك عن سر لا يعلمه أحد.. و لن يعلمه سواك..

سري الصغير هو إني أراك عشرات المرات يومياً على مدار سنةٍ كاملة و لكنني لا زلت حتى يومنا هذا أجهل لون عيناك.. لا أدري إن كانتا تحملان سواد الليل أم شقار البُن.. لكنهما بلا شك تحملان لوني المفضل.. و إن كنتَ تتساءل عن السبب.. فليس خجلي و لا عدم اكتراثي ما دفعني لإبعاد ناظريَ كُلما التقيا بناظريك.. بل خوفي من أن أقع في غرام نافذتين تطلان مباشرة على قلبك هو ما منعني من التدقيق في الالوان.. فأحاول كلما رأيتك أن أتحاشى النظر تجاه تلك العينين.. و إن اتخذَ قلبي المسار هذا.. يمحوه عقلي بمجرد رحيلك.. فيكفيني عذاب حبك.. لا حولَ لي على مواجهة عذاب عيناك..

لا تتظاهر يا سيدي بأنك لستَ على دراية بالعذاب الذي خلفته في فؤادي خلال رحلة حبك.. فعذبتني عندما اهديتني كبريائك مغلف بالحرير و معطر بالمسك.. اهديتني الهجر.. اهديتني البُعد.. و نسيت أن تهديني حُبك.. مع هذا كله تحملت.. و صبرت.. و تظاهرت بالسعادة.. فقط لان الكبرياء كان كبرياؤك.. و الهجر هجرانك.. و البُعد بُعدك.. فلكل شيء منك مذاقٌ خاص.. مذاقُ شهي لا يُقاوم.. احتسيه بغصة.. كمن يشرب القهوة للمرةِ الاولى.. لا يحس حين يرتشفها الا بمرارةٍ قاسية و لكنه يدرك ان ما سيأتي بعد المرارة شيءٌ جميل.. هكذا اتجرعك انا.. على مهلٍ و بألم.. أملي حبٌ قريب.. أو بعيد.. لا يهم.. ما يهمني فقط أن يأتي ذلك الشعور الجميل الذي يلي مرارة البُن..

بهذا تكون انتهت أسراري.. فاحتفظ بها لنفسك.. أو انساها.. الخيار لك.. و لكن لا تشاطرها الغير.. فلعلي أكتشفُ في يومٍ ما لون عيناك..  

السبت، 15 نوفمبر 2014

أشتاقك

أراكَ كلَ يومٍ و أشتاقك..
أُحادثكَ كلَ يومٍ و أشتاقك..
أسمعكَ كلَ حينٍ و أشتاقك..
أرافقكَ كلَ دربٍ و أشتاقك..
أستنشق رحيقكَ دوماً و أشتاقك..
أُحبكَ كل لحظةٍ من كلِ ساعةٍ في كلِ يومٍ و أشتاقك..

أرى هيبتكَ ترتسم أمام عيني مُعظم أوقات يومي الفقير لوصلك.. فيسبغ قلبي الشعور بالاطمئنان لكونك تتواجد في مداري الذي تتحول ألوانه بمجرد وصولك.. فيكسوه لون الورد اللطيف.. و ابتسم بدون سابق انذار.. و عندما تغيب, أرى خيالكَ يحاوطني.. أكتفي بوجوده و جماله البسيط.. لأنني إن لم أفعل.. أعلمُ تماماً أني سأغرق في محيطات السواد و الوسواس..

يأتيني صوتكَ كماءٍ عذبٍ باردٍ لمن عانى أيامٍ طويلةٍ من العطشِ في صيفٍ جاف.. تأتي أنتَ سحابة صيف لطيفة, تمنح و تجدد في قلبي أمل الحب.. تزرعُ بينَ كفوفي دعوةٌ أتوجه بها الى الرب.. ليبقيكَ دوماً في محيطي و أن لا يحرمني من نعمة حبكَ..

يلاحقني وجودكَ أينما ذهبت.. رعاية خفية تحيطني.. تحفظني.. تدفيني و تحبني.. و بالمقابل.. أحبها.. أخاف و أغار عليها.. كيف لا أغار؟ كيف أسمحُ لأحدٍ مشاركتي نَفَسي؟ أنت يا سيدي أنفاسي.. و أنتَ رائحة المسك التي أحيا و أموتُ عليها.. فاعذرني يا حبيبي.. لكن ليسَ لأحدٍ أن يشاركني نَفَسي..

مع كل هذا لا أزال أشتاق إليك.. ترسمُ لي بيديكَ الباردتين حدودٌ تزرعني في وديان الأشواق.. تبني لي بكل ما ملكتَ من قوة, سدوداً تمنع فيض المشاعر.. تمنعني  من المجاهرة بحبي.. تدفنني في صحرا التساؤلات.. فأشكك مرةً في حبك.. و أُشكك مرةٍ في حبي.. أتوهم خياناتك.. فأبكيك مُحاولة إطلاقك مع الدموع و لكن لا تنطلق.. لذا يا سيدي لماذا لا نتفق على حل؟ لماذا لا أدوس أنا على قلبي هذه المرة؟ و بينما تُصَفِق أنتَ لكبريائك.. أرحَل.. أنتظركَ في مكانٍ بعيد.. راجية منك حباً و شوقاً و حنيناً.. إلا إن أردتَ خذلاني.. حينها فقط تستطيع أن تهديني هجراناً و نسياناً و... حياةٍ جديدة

السبت، 8 نوفمبر 2014

أحب نفسي التي تحبك

أُحب أسمي عندما تذكره شفتاك..
أُحب كلماتي عندما تقرأها عيناك..
أحب شَعري عندما تلمسه يداك..
أُحب أناملي عندما تخط لكَ كلمات..
أٌحب عيناي عندما تمر أنتَ على بعد خطوات..
باختصارٍ يا سيدي.. أحب نفسي عندما تهواك..

فما لنفسي التي تعلقت بهواك.. و ما لوجدي التي تطلب رضاك.. و ما لعيني التي تتمنى رؤاك.. كيف اتصرف إزاء إعصار المشاعر الذي زرعتني في منتصفه؟ أخاف من فرط حبي أن تمنحني جفاك.. و في أعماق نفسي اتخذ قرار.. امنحك مفتاح الهجران.. و أشرع لك من قلبي بيبان.. باب النسيان.. باب الحرمان.. باب الهذيان.. فأجد نفسي تغرق في بحر الأحزان.. لا تستطيع أن تهديك للنسيان.. و لا تعرف عنوان الهجران..

هكذا تحبك روحي.. فلبي الطفولي يتخذ في كل مرة قرار هجرانك.. و يكسر في كل مرة هذا القرار.. فكيف لقلبٍ اتخذ الحب له سلطان أن ينساك؟ على يديك تعلم الحب.. و الشوق.. و الحرمان.. و على حبك تعلم الصبر.. و البكاء.. و الطَيَران..

فيا سيدي اتخذك قلبي خليل.. و كفراشةٍ جميلةٍ انتَظَرَ دخولك في زجاجة الحب ليغلق غطائه عليك بإحكام.. كل يومٍ يشاهدك بإمعان.. كل صباحٍ و ظهيرةٍ و عشية.. و عندما يقابله شحوب جناحيك يفتح الغطاء و يسمح لك بالرحيل.. ليندم على قراره لاحقاً و يحاول امساكك ثانيةً.. لم يدري قلبي المسكين انه في كل مرة يحبس نفسه داخل زجاجة عشقك.. فيسكر على خمرِ حبك.. يهرب و يعود.. يعود و يهرب.. يتوه في حبك.. يكفيه وجودك.. طلباته بسيطة و امانيه سامية.. يحزن, يفرح, يضحك و يبكي باسم الحب فقط لا غير..

لذا يزرعك قلبي في حقول الهوى.. يسقيك كل صباح.. ضارباً لحبك الدنيا كلها بعرض الحائط.. فيقتطفك زهرةً جميلة.. يتباهى فيها في زمن اللاحب و زمن اللا زهر..

السبت، 1 نوفمبر 2014

أسباب حبي

أحبك و لا أدري لِمَ أحبك..
أحبك لا لسبب.. فقط لأنني أحبك..
أحب الحب.. لذا أنا أحبك..

منذ متى كان للحب أسباب؟ أوليسَ الحب أعمى و شره خير؟ أوليس أجمل أنواع الحب هو ذاك الذي تتعثر به صدفة أثناء بحثك عن شيءٍ آخر كما تقول مستغانمي؟ فياهٌ لجمال العمى إن كنتَ أنتَ حبيبي.. و ياهٌ لجمال حبك و لو كان من غيرِ أسباب.. و لو افترضنا جدلاً أن للحب أسباب فستكون هذه أسبابي..

-لي عينان لا تبصران غير هيبنه إن حضر و مع غيبته يغيب نورهما.. و لا تدمعان شوقاً إلا إن رحل.. و لا ترمشان خجلاً إلا إن مرَ هو أمامي..
-لهُ قلبٌ طفولي أصفى من ماءِ نبعٍ يشق طريقه في ليلٍ ثلجي و بدون أن يعلم يحفر دربه وسط قلبي الذي عشقه بجنون..
-لي محبرةٌ لم تعرف في يومٍ الأدب.. و ها هيَ اليوم تخط أجمل ما يمكن تسبيبه باسم حبي الأعمى به.. أو حبي الأعمى له..
-له كلمات تسلبني أنفاسي.. تخطفني من دنياي لترميني على أحد شواطئ حبه الجميلةِ البعيدة..

هكذا عرفتُ أنا الحب.. و هكذا يجب أن يكون الحب.. أعمى و يصيب صاحبه بالعمى نفسه.. فلا يولد الحب بمجرد الاعجاب بصفة أو صفتين جميلتين بشخصٍ آخر.. بل الحب مجنون.. يولد بلا سابق إنذار..ليصيب صاحبه بشللٍ لطيف يمنعه من التصرف في حياته على نحوٍ طبيعي.. و كأن الدنيا تنعدم بمجرد وقوع الشخص في شباك الحب.. انعدمت و لم يتبقى فيها سوى شخصين متحابين تساعدهم كل عوامل الطبيعة طالما اتفقا هما على مساعدة حبهما..