السبت، 19 ديسمبر 2015

أجملهن

لكل مدينةٍ شبيهات من النساء..
نساء رقيقات كباريس..
عريقات كلندن..
مسليات كشواطئ لوس انجلس و لياليها الصيفية..
نساء قويات كدمشق..
و لكن أجملهن دون شك..
تلك الانسة الرقيقة..
تلك التي يكسوها الزهر..
و يغطيها الغيم..
تلك التي تتمتع بالحاضر و تتغنى بالحضارة..
تلك التي عانت جور الرجال.
رجال يقاتلون الرجال..
رجال ينهبون مساحاتها..
رجال يتحايلون على صدق مشاعرها..
رجال يستغلون صفاء هواها..
تلك القوية الرقيقة..
التي ناضلت و قاتلت..
التي احتضنت غيرها و بكت بكاءهم..
تلك المرأة الطفلة..
التي لا تفارق البسمة شفتاها..
و لا يفارق الوشاح الأسود حزن قلبها..
تلك التي خانها أهلها..
و ظلمها روادها..
و تلاعبت عليها جاراتها..
نلك العذراء الجميلة..
بيروت..

السبت، 5 ديسمبر 2015

جمال و سعادة

مجانين هم الذين يربطون الجمال بالسعادة..
أو بالأحرى هم لم يلتقوا بك بعد..
فمن يعرفك يا سيدي سيعرف جيداً كيفية التفريق بين الأشياء الجميلة و تلك التي تجلب السعادة..
فحضورك مثلاً.. دائماً جميل..
بعينيك الليليتين..
و ابتسامتك الطفولية..
بحركاتك العفوية..
و صوتك الجهوري..
تملأ ناظري جمالاً  و راحة..
و لكنك دوماً ما تصطحب معك سحابة خوف و حزن لتدثرني بها..
و لم يكن كم المال الذي تحتويه يوماً كفيلاً بإسعادي..
.
.
و العكس أيضاً صحيح..
فأبات أنا سعيدة نهاية تلك الليلة التي اكتبك فيها..
سعيدة لأنني أفرغتك في ورقة و انتهيتُ منك..
كتاباتي تسعدني و لكنها ليست جميلة..
ما هي إلا صرخة..
يكسوها لون عيناك..
أنقلها من بقاع قلبي لمن يقرأ..
و لك أنت الذي لا تقرأ..
باختصارٍ يا عزيزي..
إنني أتجملُ بك..
و أسعد من دونك..

السبت، 31 أكتوبر 2015

بعدك

بعدك...
سأحاول أن أحب..
سأتعرف عل شخصٍ جديد..
سأحرص على احتوائه أشياءَ بسيطة..
و سأطرح عليه عدداً ضئيلاً من الأسئلة..
.
.
بدايةً..
يجب أن يكون طويل القامة عريض المنكبين..
ذو ابتسامة حنونة و ضحكة غريبة..
يجب أن يكون شاباً عجوزاً..
يسند أنفه نضارةً طبية..
و تعلو رأسه عدداً من الخصلات البيض..
.
.
بعدها..
سأقوم باستجوابه..
سأرى إن كان يفضل القهوة بسكر أو بدونها..
و إن كان يدخن بشراهة أو لا يدخن إطلاقاً..
سأسأله عن اسم عطره..
و ذوقه في الموسيقى..
و آراءه في الفن و الكتابة..
و عن قلمه المفضل..
سأحاول جاهدة معرفة مدى حبه لغروب الشمس..
و السماء.. و القمر.. و الغيوم..
.
.
سيُذهل من اسئلتي..
وسأرفض غالباً التعرف إليه..
لأنه و إن تجاوز الطلبات الشكلية, سيخفق في الإجابة عن أحد أسئلتي..
ربما سيفضل قهوته بالحليب..
أو لا يكون من محبين غسان كنفاني..
باختصارٍ شديد.. لن يكون أنت..
و سأعجز بدوري عن حبه..

السبت، 19 سبتمبر 2015

شكراً

شكراً..
على ذاك الحزن الجميل..
المغلف بالغيوم..
و المغطى بالفضة و الزهور..
ذاك الحزن..
الذي أفقد أناملي عذريتها..
و الذي حولني من حزينةٍ منك..
إلى حزينةٍ بك..
.
.
شكراً..
على الحزن السعيد..
على تلك الرقصة التي يؤديها قلبي كلمة رآك..
على تلك الدموع التي يذرفها قلمي على ذكراك..
على تلك الابتسامة..
التي ترتسم على شفتاي الحزينتان..
.
.
شكراً..
على الحزن الشتوي..
الذي ينتزع مني معطف الأمان..
و الذي يحيط قلبي بالثلوج من كل مكان..
ذاك الذي يحرمني الدفء و الحنان..
.
.
شكراً على الحزن الذي سيسهل الفراق..
و شكراً يا سيدي على كونك أنت..
ذاك الغريب الذي أسعدني و أبكاني في آن..
 

السبت، 5 سبتمبر 2015

خيانة

قررت اليوم أن أعترف..
و أن يعترف كل ما فيني..
سأعترف أخيراً بأنني خائنة..
نعم, أنا مذنبة بالخيانة و أستحق أشد العقوبات..
.
.
بدأت قصة الخيانة عندما خانني قلبي لأول مرة و نبض لشخصٍ لا يعنيه..
و خانتني عيناي عندما تعلقت بعيناه..
بل و تحالفت مع ذاكرتي لتنسى جميع الألوان و لا تذكر سوى سواد عيناه..
و خانتني روحي عندما تركتني في مكانٍ ما بين الحياة و اللاحياة..
تركتني بين السماء و الأرض و راحت تتجمل بروحه..
.
.
عندما -بعد عناء- أعاد قلبي لقلبي..
و عيناي لعيناي..
و روحي لروحي..
قررت الانتقام..
فخنتهم جميعاً..
و خنت على رأسهم الحب..
أحببته بشدة..
حب أكبر من حب جوارحي لجوارحه..
فأدخلني بغيبوبة عجزت أن أفيق منها..
و ها أنا ذا..
خنت نفسي..
بتُ بلا قلب..
بلا عين..
بلا روح..
محملة ببقايا ذاكرة..
و بقايا جروح..
و مجموعة دموع..
أطالب بمحاكمة عادلة..
لأتلقى جزاء خياناتي لنفسي..

 

السبت، 15 أغسطس 2015

غياب

سأغيب..
لأنني أُحبك..
و لأنك تحتاج غيابي..
لتنساني بشهامة..
و لأكون ذكرى جميلة..
دون ألم..
دون دموع..
دون وداع سأغيب..
.
و لكنني أشك..
بأنني سأقاوم شهوة المراقبة عن بعد..
ليس أملاً في العودة..
و لكن لأتفقد أحوالك..
لأرى تلك الجديدة التي ستحل محلي..
التي ستغيب..
لأنها يا سيدي و سيد الغياب تتوهم حبك..
وقتها فقط سأُبلغ عنك..
سأشتكيك للعشق..
و ستلاحقك غيومي..
إلى أن تُلقي القبض عليك متلبساً..
بتهمة الحب الاصطناعي..
و غياب العذراوات..
لحبك..
.
و بعدها..
بعد أن تُرمى في زنزانة الكبرياء..
و بعد أن تُعذب بصوت النحيب و رائحة الدموع..
سأتوقف عن حبك..
لما ينتهي الكلام..
و يجف الحبر بالأقلام..
و يطغي على قلبي النسيان..
الذي لا أعرف له درب ولا عنوان..
و سأنساك..
لما ينطفئ القمر..
و ينقضي السهر..
و يذبل في صدري الزهر..
الذي زرعته بنفسك منذ دهر..

السبت، 25 يوليو 2015

حق امرأة

أن يموت..
أن لا أحضر مراسيم دفنه بذريعة الدين..
أن أبتلع الصدمة و أتصنع البسمة بذريعة التقاليد..
أن أحضر العزاء كالغرباء,
لا أبكي,
لا أنتحب,
لا أُقبل صوره,
و أنا التي سأُشيع له في قلبي عزاءً لشهورٍ و سنينٍ طويلة,
بذريعة الحفاظ على السر..
أن أُباشر وظيفتي و أقمع حزني و أداري دمعتي,
و أستبدل سواد ملابسي بذريعة القانون,
الذي اقتصر إجازات الوفاة على الأقارب من الدرجة الأولى..
.
.
.
و لكن..
متى منع ديننا العشق الطاهر العفيف؟
أوليس الإسلام كسائر الديانات السماوية التي تُبنى و ترتكز على العشق الإلهي؟
و تلك التقاليد ذات المعنى الواسع الفضفاض,
من الذي أسسها؟ و أين كتبها؟ و بأي نيةٍ نشرها؟ و لِمَ نحن مُلزمون باتباعها؟
أما الحفاظُ على السر, ما هو إلا نتاج تفكير مرضي لمجتمع لا يجيدُ حتى التفكير..
يرى في المرأةِ التي أحبت.. امرأة أُنتزع منها شرفها.. امرأة ارتكبت إحدى الكبائر.. لا يدري أن الحب أسمى و أجمل و أصدق الاحاسيس..
و السؤال الأهم.. كيف لا يعتبرني القانون قريبة من الدرجةِ الأولى؟
و هو الذي كان أقرب لي من أنفاسي..
بل من الأجدر أن يرخص لي القانون إجازةً مرضية..
فهو كان دوائي.. كُتِبَ لي وصفة, من قبل طبيب العشق..
و ها أنا ذا بدائي دون دواء, ولا حتى إجازةٍ مرضية..
.
.
.
لم أكتب لأُفسر حزني.. ولا لأشكو مرضي.. ولا حتى لأبوح أشواقي..
كتبت لأُطالب فقط بحقوق امرأة مات عنها حبيبها..
 

السبت، 18 يوليو 2015

مهمةٍ رسمية

عندما تسألني صديقاتي عنك..
سأجيب بكل بساطة..
سافر..
بمهمةٍ رسميةٍ طارئة..
لا يمكن إلغاؤها ولا يكمن تأجيلها..
مهمة النسيان..
و ذلك لإنقاذ ما تبقى من ذكرياتٍ جميلة..
و لكنه للأسف لم يعرف السبيل الى انجاز تلك المهمة..
فقرر التمدد على شواطئ ذاكرتي..
و احتساء قهوته الصباحية -بملعقتي سكر بعد أن تفارقنا- على شرفة الانتظار..
بينما تقف موسيقى الجاز و أغاني الست المنبثة من أسطوانة لم يقضي عليها الدهر حاجزاً و سداً في وجه النسيان..
فيقرر أخيرا النزول الي البحر..
ليس للسباحة..
ليس للنسيان..
بل للغرق..
يصل الماء الى منتصف صدره..
فيجزع و يعود أدراجه..
نعم..
هكذا هو دائماً..
يهوى البحار و يخشاها..
يتمنى الغرق و يهابه..
يكتفي بمنتصف الأشياء..
نصف بحر..
نصف غرق..
نصف حب..
دون أن يدرك بأن نظري لا يميز إلا لونين..
الأبيض..
و الأسود..
و لا أجيد لعبة الرمادي..

 

السبت، 6 يونيو 2015

رجل العقوبة

سيسألني أحدهم يوماً..
"ما سر حبك للسحاب؟"
و سأجيب كاذبة..
أرى فيها العلو و الكبرياء..
فهي لا تبكي إلا خيراً و لا تغضب إلا ضياء..
كما قلت لك ذات مرة -كاذبة كذلك-
إني أحب فيها السمو..
هي ترتفع عن محيطنا و تعلونا بكل حب و عاطفة..
فتضلنا حيناً و ترزقنا حيناً..
لم أستطع أن أجاوبك يومها بصدق..
و ليس بوسعي أن أجاوبه بصدقٍ كذلك..
.
.
.
لأنني منكَ كنتُ أخجل..
ولا زلت أخجل حتى يومنا هذا..
أخجل منك
من صوتك
من عينك
و من طيفك إن حضر..
فلم أقدر على بوح الأسرار و مصارحتك بسبب حبي لغيماتي..
فكيف يا سيدي أصيغ جملة من حروفٍ بسيطة مفادها كلماتٍ قد تميتني أو تحييني؟
كيف أقول "لأنك أنت غيمتي" بلغةٍ لا تُفصحُ عن شدة تورطي؟
نعم, لا أستطيع بوح أسرار حبي لك..
خوفاً منك و عليك..
و خوفاً من نفسي و عليها..
.
.
.
بالمقابل.. لن أستطيع أخباره عن سبب حبي الحقيقي للسحاب..
لن أستطيع أخباره أني عشقت ذات يوم غيمة على شكل إنسان..
أو كان لي عزيز يعني لي السماء و ما فيها من سحابٍ و نجوم..
بكل بساطة يا عزيزي لأن هذا السائل سيعتبرني نصفه الآخر..
غير مدرك أن لا نصفٌ آخر لي.. و لا يكملني سوى السحاب..
.
.
.
و لكنني أُجبرت على حبه..
و أُجبرت على الحياة بعد أن تُوفيت فيك..
أُجبرت على تصنع السعادة..
و على الكذب و الكتابة بصمت..
و على التظاهر بنسيانك..
حاولوا إلغاؤك من حياتي بعصاهم السحرية..
بعد أن اتهموني بجرائمٍ وردية..
أبسطها جريمة التورط بعطرك..
و أبشعها تناول حبك جرعةٌ زائدة بمحاولة فاشلة لقتل المشاعر..
فحُبست.. و نُفيت.. إلى صحراءٍ قاحلة..
تُدعى رجل..
رجلٌ عادي..
رجلُ العقوبة..
ليس سماء..
ليس غيمة..
رجلٌ ليس أنت.. 

السبت، 2 مايو 2015

حروفك..

هلا اقتربت قليلاً يا صديقي..
أريد أن أريك كم الحب في قلبي..
المستنسخ على مر الأزمان..
من كل العلاقات..
و من جميع الأطراف..
سترى أن اسمك ذو الحروف الأربعة..
قد حُفِر في قلبي بقلمٍ من ذهب..
.
.
بالحرف الأول سترى الأمومة..
عندما منذ قرن, أصبحت طفلي الوحيد و كل أطفالي..
فاعتنيت بك طويلاً..
اعتنيت بك كزهرة أوركيد..
إلى أن وجدتك أخيراً تنث علي عطراً لم أعرفه قبلك..
عطرك أنت.. عطر الرجولة..عطرك الذي اسميته "أ"..
أول حروف الأبجدية و أجملها..
.
.
و بالثاني سترى حبي العتيق..
حبي الوحيد.. و حبي الأصيل..
سترى من يستحق أن أدعوه حبي..
و من سَلمت له جميع مفاتيح الحب و أسرارها..
و من وضعت قلبي بين كفتيه..
ليكون مالكه الأبدي و حافظ خفاياه..
.
.
و بثالثها سترى مد البحر..
و احتضانه للشاطئ..
سترى نفسك تضرب شواطئي بشدة..
و تُكَسر كل مراسيها..
إلى أن وصلت لعيناي..
فهمست بأذنك ببقايا صوت "إني أخشى البحار"
رَديت علي و الكبرياء يملأ عذوبة صوتك..
"لن أسمح للخوف باعتراء فؤادك أبداً.. فلا مكان به سوى لي و للماء"
.
.
و بآخر حروفك سترى الدموع..
دموع حبي.. و فرحي.. و ألمي.. و أملي..
فدموع الكون كلها لا تمثل سوى جزء من عشقي..
كل دمعة نزلت على خد عاشق كانت أنت..
و كل دمعة حبست خجلاً.. حزناً.. أو كبرياءً كانت أنت..
.
.
بكل بساطة يا عزيزي كانت هذه قصة حبي..
و كانت هذه حروف عشقي..
التي امتزجت باسمك دون أن أدري..
فتقبلها مني لعلها تذكرك يوماً ما..
بحبٍ كان يوماً حبك..
و بقلبٍ لن يكون في يومٍ لسواك..
 

السبت، 25 أبريل 2015

مدينتي

أحببتك في كل مكان..
أحببتك في جميع البلدان..
أحببتك في مدنٍ لم يزرها إنسان..
شهدت حبي لك لُبنان..
عندما على أرضِها سقطت مني دمعة نسيان..
نسيانك لي يا أجمل خذلان..
فحضنتني و قالت لا تتركي في قلبك مجال للأحزان..
فهو يحبك كالهيمان..
و لكنه يخشى ما يلي الوصل من حرمان..
.
.
.
أحببتك يا عزيزي في باريس الأحلام..
و على نهر السين تركت رزمة أقلام..
ليكتب كل عاشق ما يملك من آمال..
و لا يدري انه يغطي جروح عاشقة الأوهام..
التي لم تلتقي حبيبها إلا في المنام..
ففنى من عمرها بحبه أعوام..
و هي تحفر اسمه على الأقفال..
و تخط حروفه على بقايا الأبراج..
.
.
.
حبيبتك التي ترى كل المدن مدن عشاق..
و لا ترى من العشاق سواك..
فلم يكن لها مرسى سوى عيناك..
و لم تكتب سوى حبك أبيات..
و لم تتخذ سوى قلبك عنوان..
عنوان ولادتها و حياتها و الممات..
فيا حبي, فرحي, حزني, و شقاي..
كيف لي أن أرى فيك كل المدن و لا أراك إلا في بلاد..
بلاد لم تكن يوماً للعشق عنوان..
و لا يجملها سوى صوتك و يداك..
فيا بلدي و جنسيتي و جواز سفري..
ما السبيل إلى سكناك؟

السبت، 14 مارس 2015

أغار

يطلبُ مني أن لا أغار..
بعد أن تملكني الانهيار..
و ضعت في غمرة الإعصار..
الذي سبب لي الدوار..
و أبكاني دون اختيار..
عندما وضع عينه في عيني و قال..
لِمَ الغيرة يا نجمة..
فالحب يا عزيزتي نعمة..
يأتي على شكل نغمة..
فيخرجكِ من قلب العتمة..
لتري جمال الكون و الرسمة..
التي رسمها الخالق على وجهك و أطلق عليها بسمة..
فإن كنتِ يا حبيبتي من نصيبي ستكونين لي الأرض و المجرة..
و إن لم يكتبكِ ربي لي ستكونين في حياتي ندبة..
لا يبرى منها فؤادي و لا يشفى..
.
.
.
فرديت و قلبي بين جمرةٍ و جمرة..
لِمَ تغيظني يا غيمة..
أمطرت و سقت بيروت العذبة..
و لكنها نسيت قلب طفلة..
رقيقٌ هو كالنسمة..
و ينجرح من أية كلمة..
فما ذنبها و هي تهوى..
عطرك.. عيناك.. و الضحكة..
التي يموت بها فؤادها و يحيى..
و التي تحولها من طفلة إلى زهرة..
لها رحيقٌ لا يفنى..
و لكن, هل أنت يا عزيزي نحلة؟
تتنقل من وردةٍ إلى وردة..
فترسم على خدها دمعة..
و تأتي بعدها بألمٍ و وحشة..
فتطلب منها بحروف الحسرة..
"لا تغارين يا كلمة.. يبتدئ بها عمري و ينهى.."

السبت، 7 مارس 2015

كلمة

ما الذي يجعل ساعتي تتوقف حين ألقاك..
ما الذي يرسم ابتسامتي عندما أراك..
ما الذي يبعثرني.. و يجعلني أتبع خطاك..
صوتك.. عطرك.. أم مبسم شفتاك..
فبتُ أعشق الأبواب.. التي توصلني إلى عيناك..
و أترقب تلك الممرات.. التي لا تخطيها سوى قدماك..
عندها فقط يتملكني الارتباك..
فأتظاهر بأني لا أراك..
و أنا قلبي يحترق من الأشواق..
التي في كل نهارٍ تزداد..
و ماذا أفعل بذاك الفؤاد..
الذي أعلن أخيراً "على يديك كان الهلاك"
و ماذا عن عيني التي أُعميت عن سواك..
و تلك الورود التي ذبلت منذ أزمان..
و هي تنتظر كلمة تعلن فيها عن نواياك..
التي ستطير بي بين المجرات..
أو تتركني وحيدة خانتها مجموعة غيمات..

السبت، 28 فبراير 2015

أول مرة

لا أذكر متى أحببت غروب الشمس.. عندما تلامس أشعتها قلبي لتغوص في أعماق الخليج..
لا أدري متى أحببت صوت فيروز.. و أغانيها التي تأخذني إلى عالمٍ بعيد..
لا أدري متى أحببت احتساء القهوة على مهل.. لأنها أخت الوقت كما قال درويش..
لا أدري متى أحببت الورد.. الذي يشبهك قليل و يختلف عنك كثير..
أكان كل هذا عندما رأيتك لأول مرة..
أم عندما التقيتك لأول مرة..
أم عندما وقعت عيناي على عينيك لأول مرة..
أم عندما سمعت صوتك لأول مرة..
و لِمَ "لأول مرة" معك مذاق خاص؟ يشبه النبيذ الذي لم أتذوقه.. و سكرته التي لم أعرفها..
و كم أول مرة ستكون لي معك؟
و هل ستكون لمراتي نهاياتٍ معك؟
أجب عن تساؤلاتي أرجوك..
فأنا لم أعتاد السكر بسواك..
و الابتعاد عن عيناك..
اللتان تحملان لون الهلاك..
لقلبي المزروع بين الافلاك..
و قلمي الذي يبدأ الكتابة كلما رآك..
و كيف لا يكتب و أنت الملاك..
الذي أهداه حزمة أوراق..
و قال له اكتبني فليس لك معشوق سواي..
فأطاعه قلمي المسكين..
و ملا بياض صفحاته بالسواد..
و بنهاية كل صفحة خَط..
لست أنت مجرد غيمة و أنا صحراء..
بل أنت غيمتي و أنا صحراك..

السبت، 14 فبراير 2015

المحكومة بالاعدام

هل أخبررتك من قبل كم أكره نظاراتك الشمسية؟
هل أخبرتك كم أكره سوادها؟
هل أخبرتك كم مرة سبيتها سرا و علنا لأنها تحجب عني عيناك؟
هل أخبرتك أن عينيك بحرا لا يرتوي منها ضمآن؟
هل أخبرتك كم أهوى ركوب البحار؟
هل أخبرتك أنني لا أجيد السباحة؟
هل أخبرتك أني غرقت في عينيك قبل مائة عام و عام؟
عندما حاولت التقدم الى الامام
و أن أطير كالحمام
و أن أنسى الرسام
الذي خط اسمه على قلبي من غير أقلام
و منتج حياتي كالأفلام
ليختلط واقعي بالأحلام
و اتخبط بالحب كالأيتام
و ادفن رأسي بأحضانه كالنعام
و إن عجزت عن لقياه رأيته في المنام
هكذا اهوى أنا حبيبي.. كالمحكومة بالأعدام 

السبت، 7 فبراير 2015

مقهاك

تقصد مقهى يبتعد عن بيتها آلاف الاميال..
لترى رواده الذين لا تستلطفهم..
تشتري قهوة لا تشربها..
تجلس على كرسي لا يريحها..
تستمع الى موسيقى لا تفضل الاستماع اليها..
تجامل الناس في أشد أوقات ضيقها..
تتصنع الابتسامة كي لا ترى أنتَ دموعها..
تفعل كل هذا على حساب سعادتها..
لتكون قريبة منك..
ليتسنى لها رؤية تلك الهيبة التي لا تراها في سواك..

و لكنها لا تراك..
أنتَ قريب.. أنتَ حولها..
بمجرد أن تلتفت ستلاقي عيناك..
و لكنها لا تراك..
بل تطئطئ رأسها خجلاً.. أو خوفاً..
من أن تهيم في عيناك..
و أن تُعمى عيناها كما عُميَ قلبها من قبل.

فتَكتَفي بالخروج من المقهى و التحديق بالسحاب كأنها تراك فيه.. و تتجه إلى أقرب شاطئ لتكتب دموعها أسطر.. أسطر حبك التي لا تنتهي.. فتسهب بالكتابة كأنها تكتب للمرة الاولى..

فتبتدئ كتاباتها دائماً بكلمة أكرهك و تنتهي دوماً بكلمة أحبك.. أو هكذا ترى هي كتاباتها.. فهي تكرهك لأنك لا تدرك مدى حبها أو ربما تعلم و لكنك تتجاهل.. و هي تحبك لأنها تحب نفسها عندما تحبك.. و تحب عيناك.. و تحب صوتك.. و تحب طريقة كلامك.. تحب كل تفاصيلك.. و تحب الحب عندما تكون أنت المحبوب..

فلماذا تقابلها أنت بكل هذا الكبرياء؟ لمذا تعاملها باللامبالاة؟ لماذا تمنح محبرتها الحزن و الشوق؟ و هي تعلم جيداً أن لك قلب رقيق.. و عشق جميل.. فامنحها ولو لوهلة بعض هذا العشق.. و اهديها قلبك الذي ستخبئه بين كتبها و لن تفرط فيه ما عاشت..

و إن منعك كبريائك من الحب.. رد لها قلبها و لا تعذبها.. اعطها سر النسيان و احمل كل ممتلكاتك من فكرها.. فلك أن تطلب استرداد كل الاغاني التي زرعتها في ذاكرتها.. و امسح كل الكتب التي قرأَتها تحت مسمى حبك.. و اجعلها تنسى ابتسامتك الدافئة.. و الاهم من هذا و ذاك.. حَرِم عليها دخول المقهى الذي ما عاد مقهاها و بات مقهاك..

السبت، 24 يناير 2015

وعدت نفسي

وعدتُ نفسي بأن لا أبكيك.. ليس لأنني بكيتكَ مراتٍ عديدة دون جدوى.. و ليس لأنك لا تستحق البكاء.. و ليس لأن رأسك يستقر بين غيمتين يحجبان ناظريك عن رؤية دموعي.. بل لأن عيناي جفت من الدموع.. فباتت تستعير الماء من مهجتي لتذرفه على فراقك.. فعاش قلبي كنبتةٍ مسكينة تعيش على أرضٍ جافة تنتظر من يرويها.. و ترفض أن يرويها غيرك.. فتغزه بشوكها ليبتعد بعيداً عنها.. فحفاظاً على قلبي وعدت نفسي بأن لا أبكيك..

وعدتُ نفسي بأن لا أبكيك.. فرسمت الكحل الأسود داخل عيناي.. كي لا اتجرأ على البكاء فتجري خطوط سوداء على وجهي و أضطر لإصلاحها كل حين.. و كلما شرعت عيناي أبوابها للدموع كنت أنظر الى السماء.. فلا يرى أحد دموعي بل ينظرون إلى السماء.. فضولاً منهم لمعرفة ما كنت أتطلع إليه.. فحفاظاً على كحلي وعدت نفسي بأن لا أبكيك..

وعدتُ نفسي بأن لا أبكيك.. فزرعت الورد في كتبي.. كانت تلك محاولاتي في الابتعاد عن قلمي الذي لا يكتب سواك.. فاتجهت كل جمعة لبائع الورد.. و أضع ما اشتريته بأنينه كريستالية الى جوار كتبي و الهي نفسي بقراءتها.. لأنني إن لم أفعل لملأ اسمك صفحاتي و ما تخلصت منكَ أبداً.. حفاظاً على الورد وعدت نفسي بأن لا أبكيك..

وعدتُ نفسي بأن لا أبكيك.. فاتجهت إلى الشاطئ و جلستُ على كرسيٍ خشبي بين ثمانِ موجات و سبعة عشرَ نجمة و اربعة عشرَ دمعة.. نعم, أخيراً بكيتك.. ليس لأنني اعتدت البكاء عليك.. و لا لأنك تستحق البكاء.. و لا لأن الغيمتان المحيطتان برأسك قد انقشعتا و استطعتَ رؤية دموعي.. بل لأنني أحببتكَ.. و بشدة.. فمات قلبي من شدة العطش.. فوه ليس إلا شهيد حبك.. و أمطرت عيني قطرات سود.. و لم تكترث تلك العينان اللتان لم ترى إلا طيوفك بالسماء بمن رآها أو لم يراها.. لأنها لم تعد تبصر سواك.. و ذبلت أزهاري.. و قرأتكَ في كتبي.. فلم يكن أمامي بعد كل هذا إلا أن أحبك و أبكيك و أكتبك..ش 

السبت، 3 يناير 2015

2015

استيقظتُ في صباحِ آخر يوم من ٢٠١٤ فقررت أن أكتب لائحة بأمنياتي للسنة الجديدة.. أخذت اليوم بطوله.. أفكر بما يمكن إضافته لتلك اللائحة.. اقتَرَبَت الساعة من الثانية عشر مساءً مما يعني دخول العام الجديد.. و لا زالت لائحتي لا يملؤها سوى البياض..

اتجهت نحو البحر.. على حافة السماء.. راجية منهما المساعدة.. و بعد بضع دقائق هَمَسَت الغيوم في أُذُني بضع كلمات.. لأملأ بها فراغ صفحاتي.. فكتبت "قي ٢٠١٤ أحببتك كمن لم يعرف الحب من قبل.. جرحتني و أفرحتني.. أبكيتني و أضحكتني..
في ٢٠١٥ سأستمر بحبك.. في ٢٠١٥ لن أحب غيرك.. في ٢٠١٥ سأهديك قلبي بخطة قلم على صفحة ورق.. تفضل يا سيدي قلبي مغلف بغلاف العشق و لا شيء سوى العشق..
كل عام و أنت غيمتي"

و هكذا غدا حبك جميع أمنياتي.. أودعته في يد القدر.. و دفنته في أعماق قلبي.. لأشاطره معك يوماً ما.. عندما تصحو من غيبوبة النزوات.. و عندما تفيق من سُكر الخذلان.. و عندما تتخلى عن الهجران.. سنجتمع يوماً ما لأحبك من جديد..

أشرع لحبك بيبان الهوى.. و أعلن لك غيرتي من ذاكرتك.. غيرتي من ماضيك.. و رغبتي في ملئ حاضرك.. و الاستحواذ على مستقبلك.. لتستغني بي عن سواي.. فأنا سئمت فصول التظاهر باللامبالاة.. سئمت الحزن بالخفاء.. و الدموع التي ترسم على صفحاتي كلمات.. كم أود أن أجاهر بإسمك حبيباً لي.. فأملأ باسمك مسامع الناس..

كانت هذه يا حبيبي رزمة امنيات.. كتبتها و أهديتها للبحر.. لعله يرد لي ورقتي دون جواب.. أو لعله بدل أن يردها يهديني مقابلها غيمة لا أَمَلُ حبها..

و في السنة الجديدة.. كل عام و أنتَ غيمتي☁