السبت، 25 يوليو 2015

حق امرأة

أن يموت..
أن لا أحضر مراسيم دفنه بذريعة الدين..
أن أبتلع الصدمة و أتصنع البسمة بذريعة التقاليد..
أن أحضر العزاء كالغرباء,
لا أبكي,
لا أنتحب,
لا أُقبل صوره,
و أنا التي سأُشيع له في قلبي عزاءً لشهورٍ و سنينٍ طويلة,
بذريعة الحفاظ على السر..
أن أُباشر وظيفتي و أقمع حزني و أداري دمعتي,
و أستبدل سواد ملابسي بذريعة القانون,
الذي اقتصر إجازات الوفاة على الأقارب من الدرجة الأولى..
.
.
.
و لكن..
متى منع ديننا العشق الطاهر العفيف؟
أوليس الإسلام كسائر الديانات السماوية التي تُبنى و ترتكز على العشق الإلهي؟
و تلك التقاليد ذات المعنى الواسع الفضفاض,
من الذي أسسها؟ و أين كتبها؟ و بأي نيةٍ نشرها؟ و لِمَ نحن مُلزمون باتباعها؟
أما الحفاظُ على السر, ما هو إلا نتاج تفكير مرضي لمجتمع لا يجيدُ حتى التفكير..
يرى في المرأةِ التي أحبت.. امرأة أُنتزع منها شرفها.. امرأة ارتكبت إحدى الكبائر.. لا يدري أن الحب أسمى و أجمل و أصدق الاحاسيس..
و السؤال الأهم.. كيف لا يعتبرني القانون قريبة من الدرجةِ الأولى؟
و هو الذي كان أقرب لي من أنفاسي..
بل من الأجدر أن يرخص لي القانون إجازةً مرضية..
فهو كان دوائي.. كُتِبَ لي وصفة, من قبل طبيب العشق..
و ها أنا ذا بدائي دون دواء, ولا حتى إجازةٍ مرضية..
.
.
.
لم أكتب لأُفسر حزني.. ولا لأشكو مرضي.. ولا حتى لأبوح أشواقي..
كتبت لأُطالب فقط بحقوق امرأة مات عنها حبيبها..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق