الأحد، 31 أغسطس 2014

دعائي

ربي اكتب لي فيما تحب نصيب, و ابعد عني كل ما يحمل لي شراً...

كانت تلك دعوتي قبل عامٍ تقريباً.. و للدقة.. قبل أن ألتقيك...

تلك الصدفة الجميلة التي رمتك في دربي.. أتذكر يا سيدي أول مرةٍ التقينا فيها؟ ما الذي حدث؟ لا أذكر إلا أنها كانت أجمل صدفةٍ في أتعس ليلة... ليلة تحتم مصير سنةٍ بأكملها.. لماذا شدني ذلك الشكل المنهك عديم الترتيب؟ و الذي لا يحمل أي صورةٍ من صور الأناقة أو الوسامة.. ربما كانت تلك الهيبة التي سكنتك.. او رما كان ذلك الصوت الذي أسكت الجميع عندما بدأ الحديث..
يا سيدي أنا فعلاً لا أدري ما الذي حدث, و لم أدرك نفسي إلا بعدما هام قلبي و فكري و جميع جوارحي, أصبحت لا أرى إلا وجهك.. ولا أنطق إلا باسمك..

و بعدها ماذا؟ تحية.. سلام.. كلمة.. سؤال.. جملة.. فحديث, و ياه كم كانت تلك الاحاديث رغم بساطتها قريبةٌ إلى قلبي.. كانت تأخذني من خلف تلك الشاشة الصغيرة في يدي و تزرعني في إحدى الغيمات إلى أن ينتهي الحديث فأنزل من غيمتي كقطرة مطرٍ محملة بنشوة الحب بعد تلك الأحاديث..

إلى أن أتى ذلك اليوم.. يوم النميمة العظمى سأسميه.. تجلس مجموعة من محبات "الاحاديث النميمية" و تبدأ المناوشات و المزايدات في حياة الناس الخاصة.. و إذا بأحد تلك "النميمات" تقع علي كالصاعقة.. تمحو غيومي و أمطاري بل و تحولها الى صقيعٌ جاف, جمد أفكاري.. إذاً هو على علاقة بأخرى.. و هكذا بدأ الوسواس ينهش في كل مساحةٍ من فكري.. و إذا بي أقرر أن أتركك و شأنك و لكن للأسف لم تكن تلك رغبة قلبي المسكين.. الذي رأى فيك ما لم يراه في غيرك.. فلم يستجب لرغبتي بالانسحاب.. بل قرر أن يغير دعواتي من (طلب النصيب بما هو خير لي) إلى دعوةٍ جميلة بات يرددها كل ليلة: (اللهم اني احببت عبدك فيك, فان كنت تراه خيراً لي اجعله من نصيبي.. و إن لم يكن خير, فيا رب اهده و سخره لي و اكتب لي فيما أحببت نصيب..)  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق