السبت، 6 ديسمبر 2014

غيمتي

تصحى من نومها على صوت قطرات المطر الجميل.. الصوت الذي تعشقه لأبعد الحدود.. تجلس مع نفسها و تُعِد ذاكرتها على ظهر غيمة.. فترتسم على شفتاها شبه ابتسامة.. و تنزل من عينها شبه دمعة.. لأنها استدركت أخيراً أنه لا يربطها معك سوى بضع قطرات من مطرٍ شتوي دافئ..

لماذا أَحَبت المطر؟ أليس من الأجدر أن تكرهه.. لعلها بكرهها للمطر تنساك.. حاولَت مراراً و تكراراً أن تتعامل مع المطر على كونه حالة طقسية لا أكثر.. لم تدري أن الامطار حالة عشقية.. و أنكَ أنتَ غيومها.. باءت كل محاولاتها بالفشل.. لأنها تعرف تماماً أنها بهطول الامطار يعلن قلبها رسمياً بدء حالة استثنائية.. فيطلق صافرات الانذار.. تنبيهاً منه لباقي جوارحها ببدء موسم العشق.. فكيف لفتاة تعرفت على ما يسمى بالحب في موسم الامطار أن تتعامل معه كعابر سبيل؟ ذلك المطر الذي زامن كل مآسيها.. ففي فترات حبها أمطرت الدنيا عشقاً.. و في حزنها بكت الدنيا شفقةً عليها.. و في شوقها حاوطتها الغيوم بانتظار احدى المناسبتين السابقتين..

فأحبت المطر لأنه الوحيد الذي شهد حبك و حبها.. أحبت المطر لأنه ساندها في بعدك.. و أحبت المطر لأنه ذكرها بحبك كلما حاولت نسيانك.. فهل أنت يا عزيزي ابن المطر؟ ام كانت هي أُم الغيوم؟ هل كانت الشمس تناقضنا؟ ام نحن من قمنا بمناقضة انفسنا؟ هل أحبك أنا فعلاً أم أحب المطر فيك؟ ام هل أنت يا سيدي و يا سيد كل الغيوم لست إلا رذاذٍ جميل.. يملئ حياتي بين حينٍ و آخر بحبٍ طاهر يماثل تماماً طهارة قلبك.. أو ربما يا حبيبي كنتُ أنا غيمة وحيدة تمنحك حب كلما حاوطتك شمسٌ كئيبة..

فيا غيمتي و يا مطرتي و يا ديمتي.. لنكن أحباباً و لنمطر على الدنيا عشقاً.. فنحن لا نجيد إلا الحب..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق