الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

رحيل

اتخذتُ الرحيلَ قراراً.. أن أرحل عنك.. و عن جمالك و عن عذابك و عن كلك.. فما حيلتي؟ ماذا عساي أن افعل؟ بعد أن غبت.. بعد أن بدأ غيرك مزاحمتك على مكانك في قلبي؟ أأحبك أم أحبه؟
و السؤال الأكثر واقعية هنا.. أتحبني أم يحبني هو؟ لماذا أرى بوادر الحب على محياه؟ و لماذا اراه يرسل لي إشارات حبٍ لم ترسل لي أنت مثلها من قبل؟

يُحبني و أحبك.. أواه لهذا التعقيد.. أحاول جاهدة أن أُبعده عني.. و ما أستقبل منه الا التقرب أكثر و أكثر.. و أنت.. ماذا أفعل بحبي لك؟ أخذل حبه من أجل حبك و لا حياة لمن أنادي.. نسيتني أو تناسيتني.. أو ربما قررت أنت أن تتجاهل ذلك الطوفان الذي يغمرني و لا يملأ حتى ربع مساحة عينك..

قل لي.. قل لي يا أحلى و يا أمر عذاب حصل أو يمكن أن يحصل لي.. قل لي كيف أتصرف.. إن كنت تحبني فأنا اليوم بين يديك و لك مطلق الحرية في أن تحبسني بين قبضتيك أو أن تتركني حرة طليقة.. أتحرر منك و من عذابك و لكنني لا أعتقد أنني سأتحرر من حبك ما حييت.. فلنفترض يا سيدي انك تركتني.. كيف سأُحب من بعدك؟ كيف سيكون بقلبي مكان لغيرك؟ كيف سأنساك؟ كيف سأعيش؟

قل لي يا سيدي ماذا افعل بالآخر.. كيف أقول له أن قلبي يتكون من حجرة واحدة.. ينام فيها معذبي.. و عيناي لا يملوها الا سبب شقائي.. كيف أخبره انه يستحق امرأة تحبه بصدق.. كما أحب أنا ناسيني.. كيف أخبره أن يداي ترفض إلا ملامسة يديه و مسمعي يأبى سماع غيره من الاصوات..

هل أسمح له بحبي؟ فالحياة مع من يحبكِ جنة و الحياة مع من تحبيه جحيم.. أليس هذا ما يقال؟ أليس هذا ما يقبله المنطق؟ هل ستكون حياتي جميلة مع من يحبني أم ستكون تعيسة بذكراك؟

أعتقد انك عرفت تماماً ما يدور في خاطري الان.. و ما يُشقي قلبي.. و بعد كل هذه المناوشات مع فكري قررت أنا بعيدة كل البعد عن قلبي و عن جميع مشاعري.. قررت أن أرحل.. أرح عنك و عنه و عن الجميع.. اعتنق حزني لفترة.. اتخذ الأزهار و الغيوم علاج.. لعل و عسى أن أجد نفسي.. أن يرتاح قلبي.. أن أنام أخيرا قريرة العين.. دون أن أفكر لساعاتٍ و ساعات يحبي لك و خذلاني له..

قررت أخيراً أن لا أحب.. لا أحبك.. ولا أحبه.. ولا أحب الا نفسي.. نفسي التي تركتها تهيم بك و تحزن عليه.. حان الوقت لأراضيها و لأعوضها ساعات العذاب و أيام الشقاء..


فوداعاً يا حبيبي.. وداعاً يا سيدي.. وداعاً يا عذابي.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق