الجمعة، 19 سبتمبر 2014

سيدي القاضي

يا من تخبأ اسمه بين سطوري..
يا من طُبعت ذكراه في قلبي..
يا من حُفر صوته في مسمعي..
هل لي بسؤالٍ بسيط؟ سؤالٍ عميق؟ سؤالٍ جميل؟ سؤالٍ جريح؟

لماذا؟ لماذا يا سيدي ارتكبتَ جُرمك و هربت؟ إن كنت تتساءل عن الجرم الذي ارتكبته فاسمح لي أن أشرح لكَ بإيجاز.. و سأعطيك بعدها مطرقة القاضي لتحكم بنفسك على نفسك..

يا حضرة المتهم القاضي.. في يومٍ ما تركت أُنثى جميلة تخطو أولى خطواتها في دربٍ طويل يسمى الحب.. فأحبتك و أحبتك و أحبتك.. لم تعرف ما هو الحب الا في دربك.. و لم يحمَر وجهها خجلاً إلا في حضورك.. و لم ينتابها شعور الأمان إلا بقربك.. و لم تشعر يوماً بالدفء إلا عند محادثتك.. فهامت تلك المسكينة في دروبك لا ترى الا ابتسامتك و لا يضيئ يومها إلا بياض عيناك.. لتستيقظ أخيراً من حلمها الجميل في دروبك الوردية على يومٍ مظلم.. تبدلت فيه دروبك أجمعين.. فتحول درب الحب إلى درب فراق و درب الشوق إلى درب البكاء..

و في كل صباح تثابر أنثاك على استعادة تلك الدروب.. دروب حبها و حبيبها.. فتبوء جميع محاولاتها بالفشل.. ربما لأنها أحبتك أكثر مما ينبغي.. أو ربما لَم تحبها أنت بالقدر الكافي.. أو ربما كانت تلك مشيئة الرب.. أو ربما.. أو ربما.. أو ربما..

لكنها بعد كل تلك العثرات لم تستسلم, فقط لأنها أحبتك بصدق! فقررت الالتجاء إلى قاضي العشق تشكوه نزاعها مع الحب على الحب.. لعله يسجنك و لا تزورك إلا هي.. أو ربما يوقع عليك غرامة حبها ما حييت..  أو ربما يعدمكما سوياً.. و بع ان قَدمت أقوالي يا سيدي القاضي, أرجو من سيادتك أن تحكم عليك و علي بالحب المؤبد مع تشديد العقوبة..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق